لماذا يجب أن نتعرف على المهارات المطلوبة في سوق العمل في الحاضر والمستقبل؟ لأن معايير الحصول على وظيفة، أصبحت أصعب مما كانت عليه في الماضي ولم يعد التعليم العالي كافيًا للحصول على وظيفة.
وأصبحت المهارات الرقمية والتطوير الشخصي هما أساس الاختيار في معظم الوظائف وفي البداية نود أن نوضح ما هي المهارة؟ هي الخبرة والمعرفة التي يكتسبها الشخص من خلال التعلم المستمر والممارسة.
وكلما اكتسب الشخص مهارات أكثر؛ أزادت الفرص المتاحة له في سوق العمل وتنقسم المهارة إلى أنواع.
أنواع المهارات المطلوبة في سوق العمل
فيما يلي سنتعرف بشئ من التفصيل على انواع المهارات المطلوبة في سوق العمل والتي تنقسم الى مهارات ناعمة ( Soft Skills ) ومهارات صلبة ( Hard Skills ).
المهارات الناعمة (Soft Skills)
ترجع بداية استخدام مصطلح المهارات الناعمة إلى الثمانينيات، حينما بدأت الشركات في التركيز على ضرورة تطويرها لدى الموظفين.
حيث؛ كانت تُمثل جانب هام في العلاقات بين الموظفين، وازدادت أهميتها مع تطور المهارات المطلوبة في سوق العمل، ومن المهارات الناعمة ما يلي:
1- إدارة الوقت
مهارة إدارة الوقت هي؛ إمكانية الاستفادة من الوقت عن طريق خطوات محددة، بشكل يزيد من إنتاجية الفرد، ويساعده في الوصول لأهدافه.
ويعد الوقت واحد من الموارد الغير متجددة، الذي إذا تم استغلاله بالشكل الصحيح؛ تزداد إمكانية تحقيق انجازات كبيرة، وتكمن أهمية إدارة الوقت في نقاط كثيرة من ضمنها:
- زيادة الانتاجية.
- تحسين التوازن بين الحياة المهنية والشخصية.
- تعزيز الثقة بالنفس.
- تحسين جودة العمل.
وتؤدي مهارة إدارة الوقت إلى التقليل من الشعور بالتوتر لأنها تُمكن الفرد من تتبع أهدافه وتجعله يسير وفق خطة محددة.
والأهداف الواضحة تجعل الإنسان يعلم ما يجب عليه فعله بشكل محدد لذلك يجب أن يمتلكها الفرد ليس فقط لأنها من المهارات المطلوبة في سوق العمل ولكن للحياة بشكل عام.
2- الإقناع والتفاوض
تتمثل أهمية الإقناع في مجموعة واسعة من المجالات، فإذا أراد أي شخص، أن يقوم بعملية بيع مع أفراد أو مؤسسات، يجب أن تتوفر له مهارة الإقناع حتى؛ ينجح في عملية البيع واكتساب العملاء.
بينما تكمن أهمية التفاوض، في العمليات التجارية، عندما يتعامل الفرد مع العقود والشروط، وتوجد اختلافات أخرى بين الإقناع والتفاوض تتمثل في:
- الإقناع: هو عملية التأثير على الآخرين، من دون الحاجة للتفاوض.
- التفاوض: هو عملية تبادل الارآء، للوصول إلى اتفاق مشترك.
- هدف الإقناع: تغيير أوجه نظر الآخرين، ليتخذوا اجراء معين.
- هدف التفاوض: النقاش من أجل الوصول لتسوية.
- يركز الإقناع على استخدام الحجج، لتغيير أرآء الآخرين.
- التفاوض: يركز على تبادل العروض، للوصول لهدف معين.
- الإقناع: يحدث في أي وقت، ولا يتطلب طرفين مختلفين في الأرآء.
- بينما التفاوض:، يحدث عندما تكون هناك اختلافات في الأرآء بين الأفراد.
3- التواصل الفعال
يمكن تعريف التواصل الفعال على أنه؛ عملية تبادل المعلومات بشكل مفهوم بين الأفراد، رغبةً في الوصول لتحقيق هدف معين، ومن نصائح التواصل الفعال الآتي:
- لغة الجسد، تعبيرات الوجه، ونبرة الصوت.
- استخدام الجمل اللغوية البسيطة، ليسهل فهمها على الآخرين.
- التفاعل والتعاطف، مع الآخرين واحتياجاتهم.
- الاستماع الجيد، يعطي الطرف الآخر، الشعور بالتقدير والاهتمام.
عندما يتواصل الانسان بشكل أفضل، تزداد دائرة علاقاته، وتتحسن بالمحيطين به، ويستطيع أن يُعبر عما يريد بكل سهولة.
لذلك تعد مهارة التواصل الفعال، من أهم المهارات المطلوبة لسوق العمل، ومن فوائد الاتصال الفعال الآخرى ما يلي:
- تحسين الادآء الوظيفي، وفهم توجيهات العمل.
- التحكم في الصراعات، والمحافظة على العلاقات.
- تحسين جودة العمل، وزيادة الانتاجية.
- تعزيز الابتكار، والابداعية بين العاملين.
4- اتخاذ القرارات
مهارة اتخاذ القرارات هي؛ عملية المفاضلة بين عدد من الخيارات المتاحة، بناءً على عدة خطوات، بغرض الوصول لأنسب النتائج.
وتعد من ضمن المهارات المطلوبة في سوق العمل، التي لا تقتصر أهميتها على سوق العمل فقط، لأن حياة الانسان، عبارة عن اختيار ونتيجة، وإذا تعلم الفرد مهارة اتخاذ القرار، سيصنع قرارات صحيحة وفعالة، و يحصل على نتائج مفيدة، تحسن من جودة حياته.
ولأن عملية اتخاذ قرار مناسب، عملية معقدة اليك اساليب تسهل عليك هذة العملية، وهي من أهم خطوات اتخاذ القرار:
- تحديد المشكلة بوضوح.
- جمع المعلومات، المتعلقة بالمشكلة.
- تحليل البيانات التي تم تجميعها، لفهم التأثيرات المحتملة لكل قرار.
- تحديد الخيارات، التي تناسب المشكلة.
- تقييم الخيارات، وفهم مزايا وعيوب كل اختيار.
- اختيار أنسب خيار ظهر بعد عملية التحليل والتقييم.
- تنفيذ الخطوات اللازمة، لتحقيق القرار الذي تم التوصل له.
- متابعة النتائج، للتأكد من أن القرار الذي تم اتخاذه يحقق النتائج المرجوة.
5- حل المشكلات
إن مهارة حل المشكلات هي؛ إمكانية تحليل الفرد للمواقف المعقدة، التي يواجهها داخل سوق العمل، تسهل عليه رحلة عمله، وتجعله يصعد في مستواه الوظيفي، بشكل سريع.
وقبل معرفة خطوات حل المشكلات، يجب أن نحدد ما هو نوع المشكلة التي نواجهها.
لأن اختلاف الأنواع يؤدي إلي تنوع الحلول ومن أنواع المشكلات مايلي:
- المشكلات الفردية: تتعلق بالتحديات اليومية، التي يواجهها الفرد.
- المشكلات النفسية: مثل القلق، الاكتئاب، والتحديات النفسية الأخرى.
- المشكلات الاجتماعية: التمييز العنصري، والعنف الاجتماعي.
- المشكلات التقنية: التي تتعلق بالأنظمة التكنولوجية.
- المشكلات البيئية: ترتبط بالتلوث البيئي.
وعلى الرغم من تنوع المشكلات التي يواجهها الفرد، إلا أن هناك خطوات رئيسية، تخضع لها كافة المشكلات، وهذة الخطوات عبارة عن:
- التحليل العميق للمشكلة.
- معرفة الاهداف من حل المشكلة.
- تجميع المعلومات من التجارب السابقة.
- التنفيذ.
المهارات الصلبة (Hard Skills)
ظهر مصطلح المهارات الصلبة، او المهارات التقنية، من فترة زمنية طويلة، ولكن تم التركيز عليه بشكل أكبر، في العصر الحديث، بسبب تقدم التكنولوجيا، وتعدد المهارات المطلوبة في سوق العمل، ويعبر هذا المصطلح عن عدة مهارات منها:
1- البرمجة
البرمجة هي عملية كتابة الأوامر، التي يجب على الحواسيب تنفيذها، ويتم استخدام لغات البرمجة، وهي لغات مختلفة عن لغات البشر.
والهدف من تعلم البرمجة هو؛ القدرة على إنشاء برامج وأنظمة لمختلف المجالات، والتخصصات والتي تسهل من التعامل الالكتروني.
ومع التطور الواسع للتكنولوجيا يزداد توجه سوق العمل إلى مجالات مرتبطة بالمستقبل الرقمي، وأصبحت البرمجة مهارة في غاية الأهمية.
لأنها تزيد من فرص العمل، وتحسين الدخل، واصبح هناك الكثير من المصادر لتعلمها منها؛ المدفوعة، والمجانية.
2- تحليل البيانات
تحليل البيانات هى؛ العملية التي يتم فيها فحص وفهم مجموعة من البيانات، بشكل ممنهج حتى تساعد المؤسسات، في مراقبة مدى تطور خدماتها.
وتضيف إمكانية الحفاظ على جودة الشركات، من خلال المتابعة المستمرة للبيانات، وتتحقق خطوة تحليل البيانات من خلال عدة خطوات:
- فحص البيانات، وفهم هيكلها.
- تنظيف البيانات، وازالة القيم الغير صالحة.
- التحليل الاحصائي.
- تحليل الانماط مثل؛ التحليل الزمني.
- تحليل العلاقات بين المتغيرات.
3- التسويق
التسويق باختصار هو؛ مجموعة من الإجراءات، التي يكون هدفها بيع وترويج منتجات معينة، للجمهور المناسب لهذه المنتجات واكتسبت التجارة الالكترونية أهمية كبيرة في السنوات الماضية.
حيث أصبحت معظم المتاجر، تمتلك متجر الكتروني وازدادت نسبة العملاء والمبيعات، من خلال التسويق الالكتروني.
مما يجعله من ضمن قائمة المهارات المطلوبة في سوق العمل، وهناك أنواع كثيرة من التسويق من ضمنها:
- التسويق التقليدي؛ يشمل وسائل التقليدية مثل التلفزيون والراديو.
- التسويق الرقمي؛ مثل الاعلان عبر الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.
- التسويق الاجتماعي؛ يركز على بناء علاقات من خلال وسائل التواصل.
4- الأمن السيبراني
مع تزايد عدد التعاملات الالكترونيةن ازدادت نسب الاختراق من قبل الهاكرز، مما يلزم الشركات ان تأخذ اجراءات، تمكنها من حماية موقعها وبيانات عملاءها.
ولذلك يقصد بالأمن السيبراني انه؛ مجموعة من الاجراءات والتقنيات، التي تستخدم لحماية أنظمة الحواسيب، والشبكات من الهجمات السيبرانية.
ويعد تعلم الأمن السيبراني، مهارة تساهم في حماية البيانات من الاختراق، مما يجعلها واحدة من أقوى المهارات المطلوبة في سوق العمل، وهي لاتقل أهمية عن تحليل البيانات والتسويق.
الخاتمة
في نهاية هذا المقال، ندرك أهمية التطور المستمر، والتكيف مع متطلبات العصر الحديث، وندرك أيضًا أن الاستعداد، لم يعد يقتصر على امتلاك مهارات فنية محددة، بل يشمل تنمية قدراتنا الشخصية.
لأن القدرة على التكيف والابتكار، أصبحت جزءًا لا يتجزأ من صياغة مستقبلنا المهني، وامتلاك المهارات المطلوبة في سوق العمل، سيسهم يشكل كبير في تحقيق النجاح والتفوق، داخل ساحة العمل المتنوعة، والتحديات المستمرة.