عربي مابس

التسويق عبر البريد الإلكتروني

التسويق عبر البريد الإلكتروني: أسرار وحيل لزيادة تفاعل المشتركين

Facebook
Twitter
WhatsApp
Email

محتويات المقالة

في عالم التسويق الرقمي المتسارع، يظل التسويق عبر البريد الإلكتروني أحد الأدوات الأكثر فعالية وتأثيراً في الوصول إلى العملاء وبناء علاقات قوية معهم، فهو لا يقتصر على إرسال رسائل ترويجية فحسب، بل يمثل قناة اتصال مباشرة وشخصية تتيح للشركات تقديم قيمة حقيقية لجمهورها، ولتحقيق أقصى استفادة من هذه الأداة القوية، يجب فهم أسرارها وحيلها واستراتيجياتها الحديثة، ويعتبر التسويق عبر البريد الإلكتروني من أهم الركائز الأساسية في أي خطة تسويقية ناجحة، حيث يتيح للشركات التواصل الفعال مع العملاء المحتملين والحاليين، وبناء علاقات طويلة الأمد معهم.

يهدف هذا المقال إلى استكشاف عالم التسويق عبر البريد الإلكتروني بعمق، من خلال تقديم رؤى شاملة حول كيفية بناء قائمة بريدية فعالة، وتصميم رسائل جذابة، واستخدام استراتيجيات تقسيم الجمهور والتخصيص لزيادة التفاعل، كما سنتناول التحديات الشائعة وكيفية التغلب عليها، بالإضافة إلى أدوات وتقنيات قياس وتحليل فعالية الحملات، وسنتطرق أيضاً إلى أمثلة واقعية لحملات التسويق عبر البريد الإلكتروني ناجحة، وكيف يمكن للشركات الاستفادة منها لتحقيق أهدافها التسويقية.

أهمية التسويق عبر البريد الإلكتروني في استراتيجيات التسويق الحديثة

في عصرنا الرقمي، حيث تتنافس الشركات على جذب انتباه العملاء عبر مختلف القنوات التسويقية، يبرز التسويق عبر البريد الإلكتروني كأداة فريدة ومتميزة، فهو يوفر وسيلة مباشرة وشخصية للتواصل مع الجمهور المستهدف، مما يجعله عنصراً حيوياً في أي استراتيجية تسويق حديثة، إضافة إلى ذلك، يمنح التسويق عبر البريد الإلكتروني الشركات القدرة على بناء علاقات قوية ومستدامة مع عملائها، من خلال تقديم محتوى قيم ومخصص يلبي احتياجاتهم وتوقعاتهم، فعلى سبيل المثال، يمكن للشركات إرسال رسائل إخبارية منتظمة تتضمن معلومات مفيدة حول منتجاتها وخدماتها، أو نصائح وإرشادات حول كيفية استخدامها بشكل أفضل.

ولا يمكن إغفال الدور الهام الذي يلعبه التسويق عبر البريد الإلكتروني في تعزيز الوعي بالعلامة التجارية وزيادة المبيعات، حيث يمكن استخدامه لإرسال رسائل ترويجية مستهدفة، وإعلانات عن المنتجات والخدمات الجديدة، وتذكير العملاء بالعروض الخاصة والتخفيضات، مما يزيد من فرص الشراء والولاء للعلامة التجارية، فعلى سبيل المثال، يمكن لشركة بيع الملابس بالتجزئة إرسال رسائل بريد إلكتروني تتضمن عروضاً خاصة على مجموعات الملابس الجديدة، أو تخفيضات على المنتجات التي تم شراؤها سابقاً، علاوة على ذلك، يمكن استخدام التسويق عبر البريد الإلكتروني لإعادة استهداف العملاء الذين تخلوا عن سلة التسوق الخاصة بهم، وتذكيرهم بالمنتجات التي كانوا مهتمين بشرائها.

اقرأ أيضاً: برامج التسويق الإلكتروني: كيف تختار الأفضل لعملك وتزيد مبيعاتك؟

كيفية بناء قائمة بريدية فعّالة لزيادة التفاعل مع العملاء

تعتبر القائمة البريدية الفعّالة هي الأساس الذي يقوم عليه أي حملة التسويق عبر البريد الإلكتروني ناجحة، فكلما كانت القائمة أكبر وأكثر استهدافاً، زادت فرص الوصول إلى العملاء المحتملين وتحقيق أهداف التسويق، ولتحقيق ذلك، يجب اتباع استراتيجيات مدروسة ومبتكرة لبناء قائمة بريدية قوية وجذابة، ففي البداية، يجب توفير حوافز قوية للزوار للاشتراك في القائمة البريدية، مثل تقديم محتوى حصري ومجاني، أو عروض خاصة وتخفيضات، أو الوصول المبكر إلى المنتجات والخدمات الجديدة، ويمكن أيضاً تقديم هدايا مجانية أو مسابقات أو جوائز للمشتركين الجدد.

كما يجب تسهيل عملية الاشتراك قدر الإمكان، من خلال وضع نماذج الاشتراك في أماكن بارزة على الموقع الإلكتروني، وفي الصفحات المقصودة، وفي وسائل التواصل الاجتماعي، ويجب أن يكون نموذج الاشتراك بسيطاً وسهل الاستخدام، ولا يتطلب الكثير من المعلومات الشخصية، ولا تنسَ أهمية الحصول على موافقة صريحة من المستخدمين قبل إضافتهم إلى القائمة البريدية، وذلك للامتثال لقوانين حماية البيانات وتجنب الوقوع في مشاكل قانونية، ويجب أيضاً توفير خيار إلغاء الاشتراك بسهولة، وذلك لضمان احترام رغبات المشتركين، بالإضافة إلى ذلك، يجب التأكد من أن القائمة البريدية محدثة باستمرار، من خلال إزالة المشتركين غير النشطين والعناوين الوهمية والمكررة، وذلك لضمان وصول الرسائل إلى الأشخاص المهتمين فعلاً بما تقدمه الشركة، ويمكن استخدام أدوات إدارة البريد الإلكتروني لتنظيف القائمة البريدية بشكل منتظم.

أفضل الممارسات لتصميم رسائل بريد إلكتروني جذابة وفعّالة

يعتبر تصميم رسائل البريد الإلكتروني من العوامل الحاسمة التي تحدد نجاح حملات التسويق عبر البريد الإلكتروني، فالرسائل الجذابة والفعّالة هي التي تلفت انتباه المشتركين وتحفزهم على التفاعل مع المحتوى، وتحقيق الأهداف المرجوة، ولتحقيق ذلك، يجب اتباع أفضل الممارسات في تصميم رسائل البريد الإلكتروني، فأولاً، يجب الاهتمام بعنوان الرسالة، فهو أول ما يراه المشترك، ويجب أن يكون جذاباً ومختصراً ويوضح قيمة الرسالة، ويجب أن يكون العنوان واضحاً ومباشراً، وأن يثير فضول القارئ، كما يجب استخدام الكلمات المفتاحية ذات الصلة بالموضوع.

كما يجب استخدام الصور ومقاطع الفيديو بشكل استراتيجي، لجعل الرسالة أكثر جاذبية وتأثيراً، ولكن يجب التأكد من أن حجم الملفات صغير لتجنب بطء التحميل، ويجب أيضاً التأكد من أن الصور ومقاطع الفيديو ذات جودة عالية، وأنها تعزز المحتوى الموجود في الرسالة، بالإضافة إلى ذلك، يجب الاهتمام بتنسيق الرسالة، من خلال استخدام خطوط واضحة وسهلة القراءة، وتقسيم النص إلى فقرات قصيرة، واستخدام العناوين الفرعية والنقاط لتسهيل القراءة والفهم.

ويجب أيضاً التأكد من أن الرسالة متوافقة مع جميع الأجهزة، بما في ذلك أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، ولا تنسَ إضافة دعوة واضحة إلى العمل (Call to Action) تحفز المشتركين على اتخاذ إجراء معين، مثل زيارة الموقع الإلكتروني، أو شراء منتج، أو الاشتراك في ندوة عبر الإنترنت، ويجب أن تكون الدعوة إلى العمل واضحة ومباشرة، وأن تبرز بشكل واضح في الرسالة.

استراتيجيات تقسيم الجمهور لتحسين استهداف حملات البريد الإلكتروني

يعتبر تقسيم الجمهور من الاستراتيجيات الأساسية في التسويق عبر البريد الإلكتروني، فهو يسمح بتوجيه الرسائل إلى مجموعات محددة من المشتركين، بناءً على خصائصهم واهتماماتهم وسلوكياتهم، مما يزيد من فرص التفاعل وتحقيق الأهداف المرجوة، وهناك العديد من الطرق لتقسيم الجمهور، مثل التقسيم الديموغرافي (العمر، الجنس، الموقع الجغرافي)، والتقسيم السلوكي (سجل الشراء، التفاعل مع الرسائل السابقة)، والتقسيم النفسي (الاهتمامات، القيم، نمط الحياة)، وبناءً على التقسيم، يمكن إنشاء رسائل بريد إلكتروني مخصصة لكل مجموعة، تتضمن محتوى وعروضاً تناسب احتياجاتهم وتوقعاتهم.

فعلى سبيل المثال، يمكن إرسال رسائل ترويجية للمنتجات الجديدة إلى العملاء الذين اشتروا منتجات مماثلة في الماضي، أو إرسال رسائل تهنئة بالعيد الوطني إلى العملاء الذين يعيشون في بلد معين، ويمكن أيضاً إرسال رسائل خاصة بالعملاء الذين قاموا بزيارة الموقع الإلكتروني ولكن لم يقوموا بالشراء، أو إرسال رسائل تذكير بالمنتجات التي تركوها في سلة التسوق الخاصة بهم، علاوة على ذلك، يمكن استخدام التقسيم الجغرافي لإرسال رسائل حول الأحداث المحلية أو العروض الخاصة المتاحة في منطقة معينة.

أهمية التخصيص في رسائل البريد الإلكتروني لزيادة معدلات الفتح والنقر

يعد التخصيص من أهم الاتجاهات الحديثة في التسويق عبر البريد الإلكتروني، حيث يهدف إلى جعل الرسائل أكثر ملاءمة وشخصية لكل مشترك، مما يزيد من فرص الفتح والنقر والتفاعل، فبدلاً من إرسال رسائل عامة وموحدة إلى جميع المشتركين، يتم إنشاء رسائل مخصصة تتضمن اسم المستلم، ومعلومات حول اهتماماته وتفضيلاته، وعروضاً تناسب احتياجاته، ويمكن أيضاً استخدام التخصيص لإرسال رسائل تذكير بالمناسبات الخاصة، مثل أعياد الميلاد أو الذكرى السنوية للاشتراك.

ويمكن تحقيق التخصيص من خلال استخدام البيانات التي تم جمعها عن المشتركين، مثل الاسم، والعمر، والموقع الجغرافي، وسجل الشراء، والتفاعل مع الرسائل السابقة، كما يمكن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لتحليل البيانات وتحديد الأنماط والاتجاهات، وإنشاء رسائل مخصصة بشكل آلي، فعلى سبيل المثال، يمكن إرسال رسالة ترحيب شخصية إلى المشتركين الجدد، أو رسالة تذكير بالمنتجات التي تركوها في سلة التسوق، أو رسالة توصية بمنتجات مماثلة للمنتجات التي اشتروها في الماضي، ويمكن أيضاً استخدام التخصيص لإرسال رسائل تتضمن معلومات حول المنتجات أو الخدمات التي يهتم بها المشترك، بناءً على سجل التصفح الخاص به.

كيفية تجنب الوقوع في فلاتر البريد المزعج (Spam) وضمان وصول الرسائل

تعتبر مشكلة الوقوع في فلاتر البريد المزعج من أكبر التحديات التي تواجه المسوقين عبر البريد الإلكتروني، فإذا تم تصنيف الرسائل على أنها مزعجة، فلن تصل إلى صندوق الوارد الخاص بالمشتركين، وبالتالي لن يتمكنوا من رؤيتها والتفاعل معها، ولتجنب ذلك، يجب اتباع بعض الإرشادات الهامة، فأولاً، يجب الحصول على موافقة صريحة من المستخدمين قبل إضافتهم إلى القائمة البريدية، والتأكد من أنهم على علم بأنهم سيستقبلون رسائل منك، ويجب أيضاً توفير خيار إلغاء الاشتراك بسهولة، وذلك لضمان احترام رغبات المشتركين.

كما يجب تجنب استخدام الكلمات والمصطلحات التي تعتبرها فلاتر البريد المزعج مشبوهة، مثل “مجاني”، و”خصم كبير”، و”فرصة لا تعوض”، بالإضافة إلى ذلك، يجب التأكد من أن الرسائل متوافقة مع معايير SPF وDKIM وDMARC، وهي معايير تساعد على التحقق من هوية المرسل ومنع انتحال البريد الإلكتروني، ولا تنسَ مراقبة سمعة النطاق الخاص بك، والتأكد من أنه لا يتم إدراجه في القوائم السوداء للبريد المزعج، ويمكن استخدام أدوات مراقبة سمعة النطاق لتقييم سمعة النطاق الخاص بك وتحديد أي مشكلات محتملة.

أدوات وتقنيات قياس وتحليل فعالية حملات البريد الإلكتروني

لا يكتمل نجاح أي حملة التسويق عبر البريد الإلكتروني إلا من خلال قياس وتحليل أدائها، وذلك لتحديد نقاط القوة والضعف، وتحسين الاستراتيجيات المستقبلية، وهناك العديد من الأدوات والتقنيات التي يمكن استخدامها لقياس وتحليل فعالية حملات البريد الإلكتروني، مثل معدل الفتح (Open Rate)، وهو النسبة المئوية للمشتركين الذين فتحوا الرسالة، ومعدل النقر (Click-Through Rate)، وهو النسبة المئوية للمشتركين الذين نقروا على رابط في الرسالة، ومعدل التحويل (Conversion Rate)، وهو النسبة المئوية للمشتركين الذين قاموا بإجراء معين بعد النقر على الرابط، مثل شراء منتج أو الاشتراك في ندوة عبر الإنترنت، ويمكن أيضاً استخدام أدوات التحليل لتتبع سلوك المستخدمين على الموقع الإلكتروني بعد النقر على الرابط، وتحديد الصفحات التي زاروها، والمنتجات التي اشتروها، والوقت الذي قضوه على الموقع.

وبناءً على هذه البيانات، يمكن إجراء تعديلات على الرسائل والاستراتيجيات لتحسين الأداء وزيادة العائد على الاستثمار، ويمكن أيضاً استخدام اختبار A/B لاختبار عناصر مختلفة من الرسالة، مثل العنوان والصور والدعوة إلى العمل، لتحديد ما هو الأفضل، علاوة على ذلك، يمكن استخدام أدوات تحليل البريد الإلكتروني لتقييم أداء الحملة بشكل عام، وتحديد أي مشكلات محتملة.

التحديات الشائعة في التسويق عبر البريد الإلكتروني وكيفية التغلب عليها

على الرغم من الفوائد العديدة التي يوفرها التسويق عبر البريد الإلكتروني، إلا أنه يواجه أيضاً بعض التحديات الشائعة التي يجب على المسوقين التعامل معها، وأحد هذه التحديات هو المنافسة الشديدة على جذب انتباه المشتركين، حيث يتلقى الأشخاص كمية كبيرة من رسائل البريد الإلكتروني يومياً، مما يجعل من الصعب على الرسائل التميز والوصول إلى الجمهور المستهدف، وللتغلب على ذلك، يجب إنشاء رسائل جذابة وقيّمة ومخصصة، تتضمن محتوى فريداً وعروضاً حصرية، ويجب أيضاً التأكد من أن الرسائل متوافقة مع الأجهزة المحمولة، وأنها سهلة القراءة والفهم على الشاشات الصغيرة.

وتحدٍ آخر هو مشكلة الوقوع في فلاتر البريد المزعج، والتي يمكن أن تؤدي إلى عدم وصول الرسائل إلى صندوق الوارد الخاص بالمشتركين، ولتجنب ذلك، يجب اتباع الإرشادات المذكورة سابقاً، والحفاظ على سمعة جيدة للنطاق الخاص بك، كما يجب التعامل مع مشكلة انخفاض معدلات الفتح والنقر، من خلال تحسين عنوان الرسالة، وتصميم الرسالة، واستهداف الجمهور، وتقديم محتوى قيّم ومناسب، ويجب أيضاً إجراء اختبارات منتظمة للرسائل لتحديد ما هو الأفضل لتحسين الأداء.

في الختام، يمثل التسويق عبر البريد الإلكتروني أداة قوية وفعالة في استراتيجيات التسويق الحديثة، فهو يوفر وسيلة مباشرة وشخصية للتواصل مع العملاء، وبناء علاقات قوية ومستدامة معهم، ولتحقيق أقصى استفادة من هذه الأداة، يجب اتباع أفضل الممارسات في بناء قائمة بريدية فعالة، وتصميم رسائل جذابة، واستخدام استراتيجيات تقسيم الجمهور والتخصيص لزيادة التفاعل، كما يجب تجنب الوقوع في فلاتر البريد المزعج، وقياس وتحليل فعالية الحملات، والتغلب على التحديات الشائعة.